القمة العربية بجدة تنطلق وسط غيابات وازنة أبرزها الملك محمد السادس  ورئيس دولة الإمارات وتبّون

في ظل غياب وازن للقادة ورؤساء الدول العرب وعلى رأسهم الملك محمد السادس ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد والرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون، تنطلق اليوم الجمعة القمة العربية الـ 23 التي ستعقد في جدة برئاسة المملكة العربية السعودية، وستشهد أول مُشاركة لدمشق مُمثلة في رئيسها بشار الأسد منذ ما يناهز 12 سنة.

ومن المرتقب أن يُمثل المغرب ضمن أشغال القمة العربية بالسعودية، الأمير مولاي رشيد، وفق ما أكدته مصادر سعودية لوكالة الأنباء الألمانية، ليُحبط  هذا الغياب الوازن توقعات النظام السوري، الذي كان يُعول كثيرا على حضور العاهل المغربي لمُباشرة مفاوضات جدية تسرع مسار استئناف العلاقات المقطوعة بين البلدين منذ 2012، وفق ما أكدته مصادر سورية لـ "الصحيفة" في وقت سابق.

ولا يُعد غياب الملك محمد السادس عن القمة العربية مفاجأة غير مسبوقة، إذ كانت آخر قمة حضرها هي قمة الجزائر عام 2005، فيما لم يحضر شخصيا أية قمة عربية منذ ذلك الوقت، وكان يُمثله في  جميع القمم العربية التي جرت بعد هذا التاريخ الأمير مولاي رشيد أو رئيس الحكومة أو وزير الخارجية ومرة واحدة فقط التي مثل فيها المغرب وزير العدل خلال القمة العربية التي أقيمت في تونس في 31 مارس2019.

ويغيب عن قمة جدة أيضا، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس دولة الإمارات، والذي برّرت المصادر الدبلوماسية ذاتها، غيابه بوجوده خارج بلاده في جولة أوروبية رسمية مقررة مسبقا بينما لم تستبعد مصادر أخرى أن يكون سبب تغيبه خلاف سعودي – إماراتي حول سبل إنهاء الحرب في اليمن ومحاولات أبوظبي دعم التوجه نحو تقسيم اليمن إلى دولتين شمالية وجنوبية على غرار الوضع السابق في تسعينيات القرن الماضي.

وعلى غرار الإمارات والمغرب، لن يحضر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون القمة العربية المنعقدة بالسعودية، فيما سيُمثله الوزير الأول الجزائري أيمن بن عبد الرحمن.

وعزا مراقبون أن سبب الغياب الرئاسي الجزائري راجع لتفادي الضغوط العربية خاصة المملكة العربية السعودية،  لاستئناف علاقاتها مع المغرب والبدء بمرحلة مفاوضات من شأنها حل الخلافات بين البلدين في ظل تجاوب مغربي مع تلك النداءات، فيما مصادر إعلامية أخرى برّرت غياب تبّون عن أشغال القمة بعدم مشاركة ولي العهد السعودي في أشغال  القمة العربية الأخيرة، التي احتضنتها الجزائر وعدم دعوة الجزائر باعتبارها رئيسة القمة العربية،  للمشاركة في اللقاء، الذي احتضنته السعودية مؤخرا، في جدة، لتنسيق عودة النظام السوري للجامعة العربية.

ومن أبرز الغائبين عن القمة العربية بالسعودية، أيضا أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الذي حالت أوضاعه الصحية دون حضوره عدد من القمم الخليجية والعربية وينوب عنه ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، كما يغيب سلطان عمان هيثم بن طارق الذي أناب عنه أخيه أسعد بن طارق بن تيمور نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي.

كما سيتغيب عن القمة رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وسينوب عنه وكيل وزارة الخارجية دفع الله الحاج لانشغاله بمتابعة مستجدات الاقتتال بين الجيش الذي يتولى قيادته وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” منذ أن اندلعت في 15 أبريل الماضي.

ويغيب أيضا عن القمة رئيس جمهورية جزر القمر غزالي عثماني لارتباطات مسبقة مع الاتحاد الأفريقي الحالي الذي يتولى رئاسته.

وتحمل القمة العربية التي تنعقد في جدة الجمعة، طابعا استثنائيا جراء تغييرات كبيرة، سواء في البيئة الدولية أم الإقليمية أم التطورات الأخيرة التي شهدتها بعض دول المنطقة صعودا على غرار تطبيع العلاقات العربية السعودية وحل الأزمات الداخلية ابتداء من القضية الفلسطينية مروراً بالأزمة السودانية وبقية الملفات كاليمن وليبيا ولبنان.